تقارير و مقالات

الأوضاع في مالي تتأزم.. ما هي "جماعة نصرة الإسلام"؟

الأوضاع في مالي: من هم الذين يخنقون باماكو؟

ما هي "جماعة نصر الإسلام" وكيف نمت في مالي؟؟
  • دول عديدة في غرب أفريقيا تواجه تحديا وجوديا بانتشار المسلحين

تتأزم الأوضاع في مالي تحت ضغط “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، التي أعلنت الأحد مسؤوليتها عن خطف 3 مصريين غرب البلاد، ومطالبتها بفدية قدرها 5 ملايين دولار لإطلاق سراحهم.

ليس ذلك كل شيئ، فالجماعة تخنق العاصمة المالية باماكو بإغلاق الطرق المؤدية إليها، والتي تعتبر شريان إمداد بالوقود والسلع، يحدث ذلك مصحوبا بأعمال خطف السائقين وحرق الشاحنات.

فما هي “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التي أثرت بشكل كبير على الأوضاع في مالي؟ وهددت الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية في غرب أفريقيا؟.

الأوضاع في مالي: من هم الذين يخنقون باماكو؟

تعتبر الجماعة التي تشير إلى نفسها ب”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” أبرز التنظيمات في أفريقيا خلال السنوات العشر الماضية، حيث نما أمرها وتطورت من مجموعة محلية إلى تحالف واسع يسيطر على مساحات كبيرة معيدا تشكيل المشهد في دول الساحل الأفريقي، ومؤثرا على الأوضاع في مالي.

في عام 2017 اندمجت فصائل مسلحة عدة تنتمي للقاعدة، من ضمنها “أنصار الدين” و”إمارة الصحراء الكبرى” و”كتيبة المرابطون” بعد سنوات من التناحر فيما بينها، ليتكون الجسم الذي يتصدر الأوضاع في مالي اليوم.

زعيم الجماعة هو إياد أغ غالي من الطوارق، وقد تزعم سابقا التمرد على الحكومة في مالي في تسعينات القرن الماضي، ومن ثم تحول إلى ما هو عليه الآن، زعيما لجماعة تضم مجموعات من الفولاني والعرب والطوارق، وهو ما منح هذه الجماعة امتدادها الذي يهدد أفريقيا الغربية اليوم.

أيديولجيا وأهداف

من يؤثرون على الأوضاع في مالي اليوم يتبنون الفكر السلفي الجهادي المستمد من القاعدة، و يهدفون من وراء هذه الأعمال إلى إقامة ما يسمونه ب “دولة إسلامية تطبق الشريعة في مالي والساحل الأفريقي”.

و تعمل هذه الجماعة على إسقاط الحكومات التي يرون أنها موالية للغرب، ويحاربون الوجود العسكري الأجنبي شرقيا كان أو غربيا.

بالرغم من الخطاب الديني المصمم لمخاطبة المشاعر الدينية فإن نشاط هذه الجماعة على الأرض يتجاوز ذلك ليبدو نشاطا سياسيا واقتصاديا، معتمدا على ملء الفراغ في مناطق الهشاشة وتفرض على بعضها نظاما للضرائب والقضاء وفق ما تراه و وفق تفسيرها للشريعة.

الأوضاع في مالي: أنشطة عسكرية مميتة

ما إن تأسست هذه الجماعة حتى شنت مئات العمليات التخريبية ضد الجيش والقوات الدولية في مالي، من ضمنها التفجيرات الانتحارية والكمائن ومهاجمة معسكرات الدولة، متسببة في موت آلاف الجنود الماليين والأجانب والأشخاص المدنيين.

وتوسع عنف الجماعة ليشمل مناطق في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تمول نفسها عن طريق فرض الأتاوات والإتجار في الأسلحة والمخدرات والاختطاف مقابل الفدية كما في حالة المصريين الثلاثة.

تواجه الجماعة التي تؤثر على الأوضاع في مالي اليوم خصما آخر غير الحكومات وهو ما يسمى ب “تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، حيث يتقاتلون على النفوذ والموارد.

كيف وصلت الأوضاع في مالي إلى هذا الحد؟

يرى العديد من المحللين أن الأوضاع في مالي وصلت إلى هذا الحد بسبب استفادة الجماعات المسلحة من حالة الانقلابات المتكررة في مالي والتي أنتجت الفوضى، كما يعتقد أن انسحاب القوات الفرنسية في 2022 من البلاد منح هذه الجماعات مساحة للحركة حتى باتت تهدد العاصمة.

تحتاج الدول في غرب أفريقيا الآن لتفعيل اتفاقاتها وتعاونها من أجل الإبقاء على الدول وسلامة مواطنيها في ظل أوضاع توصف بالمتأخرة، فمالي وغيرها من دول الساحل الأفريقي بحاجة ماسة إلى الاستقرار اليوم تحت ظل الدولة ومن ثم إحياء المشاريع التي ترفع من مستوى المواطنين الاقتصادي.

يقول المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن مستقبل الاستقرار في غرب أفريقيا مرتبط بقدرة دولها على تعزيز المؤسسات الوطنية وتكثيف التعاون فيما بينها وضبط التوازنات الدولية للنأي بالمنطقة من تحولها لمركز صراعات عابرة للحدود.

ويشير المركز إلى نشاط متنام للتهديدات الأمنية للجماعة المتطرفة عبر مثلث الحدود بين موريتانيا ومالي والسنغال، وهو ما اعتبره المركز داعيا للمزيد من التنسيق بين هذه الدول لمواجهة الخطر المحدق بها وبشعوبها.

يرى المركز أن استبدال قوات مجموعة “فاغنر” الروسية بالفيلق الأفريقي الروسي في مالي لم يحقق التغيير الذي كان ينتظر، واستمر توسع الجماعات الإرهابية.

الأوضاع في مالي لا تهمها وحدها، إنما الجميع في أفريقيا الغربية يواجهون التحدي الكبير.

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى